“أولادكم ليسوا لكمأولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها, بكم يأتون إلى العالم, ولكن ليس منكم.ومع أنهم يعيشون معكم, فهم ليسوا ملكاً لكم.أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم, ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم, لأن لهم أفكارأً خاصةً بهم.وفي طاقتكم أن تصنعوا المساكم لأجسادكم.ولكن نفوسهم لا تقطن في مساكنكم.فهي تقطن في مسكن الغد, الذي لا تستطيعون أن تزوروه حتى ولا في أحلامكم.وإن لكم أن تجاهدوا لكي تصيروا مثلهم.ولكنكم عبثاً تحاولون أن تجعلوهم مثلكم.لأن الحياة لا ترجع إلى الوراء, ولا تلذ لها الإقامة في منزل الأمس.أنتم الأقواس وأولادكم سهام حية قد رمت بها الحياة عن أقواسكم.فإن رامي السهام ينظر العلامة المنصوبة على طريق اللانهاية, فيلويكم بقدرته لكي تكون سهامه سريعة بعيدة المدى.لذلك, فليكن التواؤكم بين يدي رامي السهام الحكيم لأجل المسرة والغبطة.لأنه, كما يحب السهم الذي يطير من قوسه, هكذا يحب القوس الذي يثبت بين يديه.”

“إذا أشارت إليكم المحبة فاتبعوها, وإن كانت مسالكها صعبة متحدرة.وإذا ضمتكم جناحيها فاطيعوها, وإن جرحكم السيف المستور بين ريشها. واذا خاطبتكم المحبة فصدقُوها, وإن عَطل صوتها أحلامكم وبدَدها كما تجعل الريح الشمالية البستان قاعا صفصفا.لأنه كما أن المحبة تكللكم فهي أيضا تصلبكم,وكما تعمل على نموكم هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم.”