“و عندما إعتزلت العالم؛ وجدت نفسك، وجدت الحقيقة الغائبة، تصالحت مع خطاياك الكثيرة، و استمتعت بإخفاقاتك العديدة، تخلصت من أجنحة الملاك الكاذب، و مسحت عن وجهك المساحيق، واجهت صورتك أمام المرآة، و حجمك المجرد من تراهاتك الساذجة، إستعدلت حلتك المتواضعة، و خرجت بين الناس في سكون، قطرة يحملها سيل عرم، تتحرك بلا مقاومة و لا تفكير، لا تتسابق و لا تتجاوز الآخرين، فقط تقوم بما يجب أن تقوم به، و تستقر في النهاية في وعائها المقدر، و للعجب؛ لم تكن الرحلة مختلفة، فما إستطاع تمردها في السابق أن يغير المسار، و لم يستطع عصيانها أن يختار الوعاء، كانت و مازالت تتحرك و تستقر حيثما قدر لها، كانت واهمة؛ غالبتها الظنون حتى نسيت ما هي ؟ و عندما أدركت تحققت: قطرة و لها دور مهم؛ و لكنه محدد.”